1- مقدمة:
تعدّ المخلفات الطبية السائلة و الصلبة للمشافي والتلوث البيئي الذي تسببه، من أهم المواضيع التي يجب أن يوليها المعنيون الاهتمام اللازم والجدّي، لما لهذه المخلفات من أخطار كارثية على البشر والزراعة والتربة في حال لم يتم التخلص منها بالطرق الصحيحة.
إن موضوع المخلفات الطبية هو خارج اهتمامات أغلب الجهات المعنية، فمعظم مشافينا، إن لم نقل كلها، لا يوجد فيها محطات لمعالجة المخلفات السائلة ، وكل تلك المخلفات تصرف كما هي بكل ما تحمله من خطر.. إما إلى المجرور العام، و إما إلى الأنهار، و في النهاية تُروى بها المزروعات التي نأكلها.
أما بالنسبة للنفايات الصلبة، فوضعها لا يختلف عن السائلة، فبرغم وجود حاويات خاصة للنفايات الطبية الخطيرة في بعض المشافي، إلا أن وجودها تحصيل حاصل، لأنها موجودة بجانب حاويات القمامة الناتجة عن المطابخ للمشفى، وهي تقوم بنفس عمل الحاويات الأخرى من حيث احتواؤها على نفس المخلفات “بقايا عمليات.. بقايا طعام”.
2- تقسيم المخلفات الطبية:
إن سياسة إدارة المخلفات الطبية عالمياً مع الطرق المثلى في التعامل مع النفايات الطبية بشقيها السائلة و الصلبة تعتمد أساسا” على تحديد و تقسيم المخلفات الطبية بشكل صحيح (د. محمد الحلبوني) و التي يمكن إيجازها كما يلي:
1- مخلفات منزلية، وتتضمن نواتج المطبخ والمطعم والأعمال المكتبية ومخلفات النظافة الشخصية.
2- المخلفات الطبية وهي نوعان:
أ- مخلفات معدية، وهي النفايات الناتجة عن ممارسة الأعمال الطبية التي تلوث بالسوائل الحيوية للمرضى، ونواتج العمليات الجراحية ومخلفات الجسم. وهذه النفايات تقسم إلى قسمين:
– معدية حادة: وهي الأدوات الجراحية التي تستعمل مرة واحدة “شفرات”، إبر خياطة، رؤوس إبر”.
– معدية غير حادة: وتشمل الدماء والمصول لإجراء التحاليل المخبرية، والألبسة والمفروشات والشاش المستخدم في العمليات الجراحية، إضافة إلى العبوات البلاستيكية الفارغة والأجهزة البلاستيكية التي تستعمل مرة واحدة “عبوات الدم و السيرومات والمصول”.
– معدية حادة: وهي الأدوات الجراحية التي تستعمل مرة واحدة “شفرات”، إبر خياطة، رؤوس إبر”.
– معدية غير حادة: وتشمل الدماء والمصول لإجراء التحاليل المخبرية، والألبسة والمفروشات والشاش المستخدم في العمليات الجراحية، إضافة إلى العبوات البلاستيكية الفارغة والأجهزة البلاستيكية التي تستعمل مرة واحدة “عبوات الدم و السيرومات والمصول”.
ب- النفايات الخطرة: ويقصد بها المواد الكيماوية المستخدمة في الإجراءات الطبية وبقايا عبوات الأدوية المسرطنة التي توثر على الـDNA، والمواد المشعة التي تستخدم بالحقن الوريدي أو بالزرع الموضعي، إضافة إلى مخلفات المريض العضوية “براز، بول” الذي يعالج بالمواد المشعة.
أما بالنسبة للسياسة المتبعة عالمياً في التعامل مع النفايات الطبية، فقد أوضح أن عملية التخلص منها يجب أن تمر بأربع مراحل:
1- الفرز: إذ يجب فرز النفايات بمكان جمعها، فتوضع النفايات المعدية الحادة في صناديق خاصة تدعى صناديق السلامة، أما النفايات المعدية غير الحادة، فتجمع في أكياس تأخذ لوناً خاصاً وتكتب عليه عبارة “نفايات طبية خطرة”.
وبالنسبة للمخلفات السائلة غير المشعة، فهي تحتاج إلى محطات معالجة تجعلها ضمن المواصفة للصرف في المجرور العام. أما المواد المشعة والنفايات المسرطنة، فإنه يجب التخلص منها بطريقة آمنة تحددها هيئة الطاقة الذرية.
2- النقل: تنقل النفايات حسب نوعها ضمن عربات خاصة.
3- التخزين: يجب أن يكون هناك مكان خاص سهل التنظيف والتعقيم لتخزين تلك النفايات ريثما تأتي آليات خاصة وتنقلها.
4- التخلص منها: ويتم عن طريق الحرق أو الطمر ضمن أماكن خاصة وبمواصفات خاصة.
3- فصل النفايات الطبية:
تبقى عملية فصل النفايات الطبية الصلبة بنوعيها بقايا العمليات الجراحية وخلوصها، والإبر والمشارط أمراً سهلاً أمام المعضلة الكبيرة وهي تجميع النفايات السائلة و التخلص منها بالطرق السليمة. فالقانون ينص على أنه يجب تجميع النفايات السائلة ومن ثم التخلص منها. إن طريقة الجمع لها مخاطرها لان النفايات السائلة هي مواد ملوثة، وتحتوي على كواشف متنوعة فعندما تجمع في فإن احتمال تفاعل هذه الكواشف مع بعضها كبير. فعملية فصل النفايات السائلة سواء كانت دماء المرضى أو بولهم عملية صعبة وعملية طرحها دون معالجة في مياه الصرف الصحي عملية سيئة. إضافة إلى ما قد يسببه الدم الملوث الحامل للأمراض والجراثيم خلال عبوره في مجاري الصرف الصحي العامة، وخاصة إذا ما حدث كسر مقصود أو غير مقصود في المجاري ، و وصل الماء الملوث إلى المزروعات عندها لن يصبح وباء الكوليرا بعيداً عنا ولن نكون بمنأى عن جميع أنواع الديدان والحميات. و أما بحالة الدم الحامل للجراثيم والفيروسات و أثناء سيره في المجرور الصحي العام تتراكم عليه وتتجمع معه فطريات ورميات فتتضاعف عملية الجرثمة و تتطور الحالة السمية قبل أن تصل هذه المواد إلى محطة المعالجة.
أهم ما يجب فعله لتجنب الأثر الحيوي و منع التلوث هو التعقيم المناسب واستخدام أدوات السلامة (القفازات والكمامات) و التعامل العلمي والعملي الجيد مع أنسجة المريض وعينات الاختبار المخبرية كذلك الإحاطة بالنفايات العامة والطبية للمريض حيث أن النفايات الطبية مصدر خطر بيئي كبير داخل المشفى وخارجه. البارفين و الفورمول و الأيتنول هذه جميعها مواد تستخدم في مستشفياتنا بكثرة وتذهب بالصرف الصحي للمستشفى و هي مواد مسرطنة ومخرشة لشبكية العين والرئة. بالدرجة الأولى تؤذي العاملات في المستشفى وثانياَ تؤذي عند وصولها للمجرور العام.
4- مواصفات المياه الملوثة الناتجة عن المشافي:
تتنوع مواصفات المياه الملوثة الناتجة عن المستشفيات و لكن ضمن الاطار العام فإنها تعتبر ملوثة و لا يجوز صرفها للمجرور العام أو اعادة استخدامها لأعمال الري بدون معالجة مسبقة و بما يتوافق مع المعايير الوطنية الناظمة ذات الصلة. تبين الجداول التالية بعض المواصفات العامة للمياه الملوثة الناتجة عن عدد من المستشفيات.
مستشفى (1)
مستشفى (2)
مستشفى (1)
5- معالجة المياه الملوثة الناتجة عن المشافي:
صدر في سورية قانون النفايات الطبية رقم 49 يحدد قواعد تجميعها وترحيلها وطرق حفظ كل نوع منها، ولكن بقي ثغرة لم يتم الإحاطة بها جيدا وتتعلق بالسوائل الناجمة عن الإجراءات الطبية، فشبكة الصرف الصحي للمستشفيات متصلة بشبكة الصرف العامة، فسيظل خطر انتقال العوامل الممرضة والدم والمذيبات والمعقمات عبر شبكة صرف المشفى إلى الشبكة العامة للصرف قائماً بشكل دائم و يضيف أعباء أخرى على محطات معالجة مياه الصرف الصحي.
إن الذين يعملون على جمع النفايات بالمستشفيات هم الأكثر عرضة للخطر، وخاصة فيما يتعلق بالنفايات الصلبة. مثل الإبر والشفرات فهذه الأدوات ترمى في الحاوية الموجودة في غرف المرض دون أي تعقيم مسبق.
إن الذين يعملون على جمع النفايات بالمستشفيات هم الأكثر عرضة للخطر، وخاصة فيما يتعلق بالنفايات الصلبة. مثل الإبر والشفرات فهذه الأدوات ترمى في الحاوية الموجودة في غرف المرض دون أي تعقيم مسبق.
وقد لا يكون عامل التنظيف حذراً بالحد الكافي وهو ينقلها إلى الأكياس المخصصة لها. إضافة إلى أن القانون 49 طالب بوجود كيمائي مختص لمعالجة موضوع القمامة ولم يلحظه بطبيعة عمل مشجعة، فالخبير البيئي وكادره والممرضات وعمال التنظيف كلهم على تماس مباشر بأشياء حادة وتحمل بقايا دم يحمل أمراضاً معدية. وعمال التنظيف بالذات من الممكن أن يكونوا غير مؤهلين بالحد الكافي للتعامل مع هذه المواد الصلبة، فمجرد جرح بسيط ينقل لهم مرضاً خطيراً، ومن ثم ينقلونها إلى البيئات التي يعيشون بها، فهم لا يجرى لهم أي دورات توعية لتزيد من كفاءتهم، ولا تقدم لهم أي تعويضات مناسبة والمتعهد المسؤول عنهم في الشركات الخاصة في الحقيقة غير مسؤول عن جراحهم ولا عن الإنتان الذي قد يصل لهم ولا عن المواد المخرشة التي يستعملونها. إن الذين يتعرضون للمعالجة السرطانية يبقون حاملين الأثر الكيميائي للعلاج بأجسادهم لفترة طويلة، و برازهم الذي ينتقل عبر الصرف الصحي في مستشفى الطب النووي يشكل خطورة على الوسط الذي يصله وينصب به في النهاية، وحسب ما قاله أحد الأطباء: لا يكفي فقط أن توضع مواد مثل الكلور بماء الصرف الصحي حتى يتم القضاء على سمية هذه المواد الكيمائية الموجودة في براز أو دم المريض، فهذه المواد تحتفظ بسميتها لفترة طويلة جداً ومجرد أي تماس من أي نوع مع هذه المواد في مجرور الصرف الصحي فإن آثاره سلبية للغاية.ففي أوروبا مرضى السرطان الذين يتعرضون للعلاج الكيميائي لهم مراحيض خاصة ومعقمات لفضلاتهم أيضاً. إفرازات المريض بكل أشكالها في هذه الحالات يجب مرورها عبر شبكة صرف صحي معزولة، ومن ثم معالجتها عبر محطة خاصة بها. شهدت السنوات الأخيرة إنشاء محطات معالجة لمياه فضلات بعض المستشفيات و اعتمدت هذه المحطات على المعالجة البيولوجية بالحماة المنشطة ذات التهوية المطولة و التي تتناسب مع الإمكانيات المتاحة محليًا اذ تمتاز هذه الوحدات بسهولة التشغيل والصيانة فضلا عن امكانية تحمل الصدمات . الشكل التالي يبين مراحل معالجة مياه مجاري المستشفيات:
المراحل العامة لمعالجة مياه مجاري المستشفيات
Ref:
– Effect of hospital laboratory chemical effluents on the efficiency of biological treatment of wastewater. Zena Fakhri Ismaeel (Assist. Lecturer Environmental and pollution).
– Effects of hospital wastewater on aquatic ecosystem. Evens EMMANUEL, France evemm1@yahoo.fr