» مياه الصرف الصحي والصناعي

ري المزروعات بمياه الصرف الصحي

د.م عبد الرزاق محمد سعيد التركماني

1 – إمكانية الاستفادة من المياه المعالجة :
 
بدأ استعمال المخلفات السائلة في الزراعة عموما” في استراليا و فرنسا و المانيا و الهند و الولايات المتحدة في أواخر القرن التاسع عشر ، و خلال العشرين سنة الماضية حدث انتعاش كبير في الإهتمام باستعمال المخلفات السائلة في ري المحاصيل في المناطق القاحلة و شبه القاحلة نتيجة قلة موارد المياه البديلة و للحاجة لزيادة الانتاج المحلي من المواد الغذائية مع المحافظة علة منع التلوث للمياه السطحية و الجوفية و الحرص على إعادة تدوير المغذيات . كما أنه أصبح شائعا” الآن استخدام عوادم المياه المعالجة لري المحاصيل و الحدائق و الملاعب و قامت العديد من البلدان بوضع معايير بيولوجية بالغة الصرامة لإعادة استخدام المخلفات السائلة المعالجة و اتبعت بعض البلدان المعالجة الثالثية فأقامت مرافق للترشيح الرملي السريع و الكلورة بعد المعالجة البيولوجية الثانوية للمجاري.
لقد بينت الدراسات أنه مع الإدارة السليمة يمكن أن تزيد غلة المحاصيل عن طريق الري بالمخلفات السائلة الخام أو المعالجة (أولية و ثانوية ) كما أن المواد العضوية المضافة عن طريق الري بالمخلفات السائلة كمكيف للتربة مما يزيد قدرة التربة على تخزين الماء .
و بشكل عام فإن خيارات إعادة استخدام المياه المعالجة تتلخص بما يلي :
1-    ري المزروعات :فحوالي 63% من المياه الملوثة تستخدم لري المزروعات في كاليفورنيا بعد معالجتها .
2-    ري المروج : الحدائق  الملاعب  المناظر الطبيعية .
3-    الإستخدامات الصناعية : تستخدم مثلا” في عمليات التبريد .
4-     الإستجمام : يمكن إنشاء بحيرات اصطناعية لتربية الأسماك أو للقيام بالأعمال الترفيهية
5-    التصريف إلى المياه الجوفية : إن الهدف من إعادة شحن المياه الجوفية يتضمن :
– تامين معالجة اعمق لأجل إعادة الإستخدامات المستقبلية .
–         التعويض عن النقص في المخزون المائي الجوفي .
–          زيادة المستودعات المائية الأرضية .
 – شحن الأراضي الرطبة   (السبخات )
6-    استخدامات متفرقة : غسيل المراحيض  مياه إطفاء الحريق  في البناء  غسيل شبكات المجاري .
و لا شك أن إعادة استخدام المخلفات السائلة المعالجة في ري المزروعات هو أمر شائع في معظم دول العالم و هو أمر مهم جدا” للدول الفقيرة بالمياه و التي لا يتوفر لديها مورد بديل لري المزروعات و لكن استخدام مياه المجاري بدون معالجة يرتبط عادة بالتسبب بالأمراض المعوية و بالتالي انتشارها بين الناس و فعليا” فإن انتشار العوامل الممرضة بواسطة الري بمياه المجاري يمكن منعه بشكل فعال عن طريق المعالجة المناسبة لمياه المجاري و التخلص الآمن من الحمأة و مثل هذه المعالجة تتطلب بشكل خاص درجة إزالة مرتفعة للعوامل الممرضة و التي تكون مسؤولة عن المشاكل الصحية المستوطنة في اغلب البلدان العربية .
وتعتبر الاميبيا و الإسكاريس و الأنسيلوستوما من الطفيليات المعوية (الموجودة في مياه المجاري )هي التي تتسبب بالموت حسب نشرات منظمة الصحة العالمية و التي بينت أن عدد المصابين بدودة الإسكاريس بلغ عام 1989 حوالي900 مليون شخص بالعالم ، وأن عدد المصابين بالبلدان العربية بلغ حوالي (177) شخص من كل (1000 شخص ) وفي عام (1981 ) أجريت دراسة في سوريا لمياه المجاري الخام في مدينة حلب و قد أظهرت هذه الدراسة أن كل ليتر من مياه المجاري هذه يحوي (3340  ) بيضة اسكاريس و أ ن 42% من سكان مدينة حلب مصابون بعدوى الإسكاريس نتيجة الري بالمياه الملوثة الخام مباشرة و أن إعادة ري الخضروات بمياه المجاري الخام يعمل على إعادة تدوير هذه الأمراض بين الناس ،بينما نجد في اللاذقية و التي لا تعتمد على مياه المجاري الخام بالري أن الليتر من مياه المجاري يحوي ( 460 ) بيضة اسكاريس أي أقل بسبعة أضعاف عنه في حلب .
–   تعتمد أغلب الدول العربية على محطات معالجة تعمل بمبدأ الحمأة المنشطة و هذه الطريقة من المعالجة بحد ذاتها غير فعالة في إزالة العوامل الممرضة بدرجة عالية و خاصة بيوض الديدان و بما أن هذه المياه المعالجة سوف يتم استخدامها لري المزروعات فيجب البحث عن عمليات معالجة بديلة تناسب واقعنا و ظروفنا من أجل الحصول على معالجة صالحة لري المحاصيل دون إلحاق الأذى بالناس
–         و نخلص للقول بأن المخلفات السائلة تلعب دورا”هاما”في إدارة موارد المياه كبديل عن الماء العذب في الري و لكن لا بد من اتخاذ أربعة تدابير أساسية لحماية الصحة في مجال إعادة استعمال المخلفات السائلة :
     1- معالجة المخلفات السائلة . 2- تقييد المحاصيل .3- مراقبة استخدام المخلفات السائلة . 4- اتخاذ تدابير حفظ الصحة .
و بشكل عام يجب أن تكون المياه المعالجة خالية من الجراثيم كليا” أو إلى الحد الذي تسمح به قواعد البيئة و الصحة و أ ن تكون خالية من المواد الكيميائية و العضوية و اللاعضوية التي تؤثر سلبا” على الإنسان أو الحيوان أو التربة أو النبات .