1- مقدمة :
تحت ظروف التشغيل الطبيعية في نظام الحمأة المنشَّطة، فإن البكتيريا تكون في الوسط المائي منتشرة بشكل منفرد ضمن سلاسل صغيرة أو تكتلات صغيرة (ندف). و اما تحت ظروف التشغيل غير الطبيعية، فإن انواع البكتيريا التي تنمو على شكل خيطي تبدأ بتشكيل سلاسل أطول و هي ما تسمَّى بالبكتيريا الخيطية (Filamentous). و يمكن للبكتيريا الخيطية أن تسود ضمن نظام معالجة المياه الملوثة تحت جملة من الظروف. و عادة” ما تكون هذه الظروف غير مفضلة لنمو البكتيريا المشكلة للندف (floc-forming) و هذا ما يتيح للبكتريا الخيطية زيادة معدل نموها على حساب البكتيريا المشكلة للندف ( و هي السائدة في نظام المعالجة الطبيعي).
إن وجود البكتيريا الخيطية بنسبة قليلة ضمن نظام الحمأة المنشَّطة يعتبر مفيد من الناحية التشغيلية. فهي تساعد في ترسيب الحمأة ضمن احواض الترسيب لكونها تسهم تشكيل الندف البكتيرية حيث تلتصق حولها البكتيريا. و على أية حال، فعندما تبدأ البكتيريا الخيطية بالنمو على نحو متزايد تأخذ بالانتشار بين الندف و ربطها مع بعضها مما يسبب صعوبات في ترسيب الحماة ضمن حوض الترسيب كما يمكن ان تسبب الرغوة ضمن حوض التهوية. هناك عدة انواع من البكتيريا الخيطية تسود ضمن نظام المعالجة حسب ظروف التشغيل. إن تحديد نوع البكتيريا الخيطية السائدة في النظام يساعد على فهم حالة نظام المعالجة و بالتالي اتخاذ تغييرات ايجابية لتصحيح عمل المحطة.
استخدام الفحص المجهري للحمأة يساعد على تحديد نوع البكتيريا الخيطية السائدة على الرغم من تعقيدات الموضوع و استهلاكه للوقت.
2- متطلبات الفحص المجهري :
2-1 الأهداف :
يستخدم المجهر لتكبير عينة الحمأة لرؤية البكتيريا بدقة للتمييز فيما بينها. و للبدء في ملاحظة البكتيريا الخيطية تحت المجهر، سيكون من المفيد وجـود مجهر بقوة “10X” و الذي يكبِّر العيِّنة مئةَ مرة أو “20X” و الذي يكبِّر العيِّنة مئتيّ مرة بالتماشي مع وجود امكانية التكبير الى “40X” و الذي يكبِّر العيِّنة أربعمئة مرة مع استخدام قطرات من زيت الغمر (Imerssion Oil) و الذي يستخدم لغاية رفع قدرة التكبير الى ألف مرة.
2-2 المجهر متباين الأطوار :
إن المجهر العادي مجهَّز بمكثِّف يركز الشعاع الضوئي الخفيف على العيِّنة. وهذا يُنتج إضاءةً لحقل الرؤية (مجال السطوع). معظم الكائنات الحية المجهرية واضحةٌ نسبياً، وبما أن السائل واضحٌ أيضاً فسيكون من الصعب تحت الإضاءة مشاهدة بنية الخليــة و مكوناتها المميزة لها. تستخدم الإضاءةُ متباينة الأطوار مكثفاً خاصاً، و الذي يبطئ الضوء بحيث يدخل الى الأجزاء الكثيفة ضمن الكائنات الحية الدقيقة. و هذا يسمح بتمييز المكونات الكثيفة عن المكونات الاقل كثافة ضمن الخلية البكتيرية و كذلك ضمن السائل المحيط بها. و هذه التقنية تتيح بملاحظة الكائنات الدقيقة وهي حيَّة ضمن الوسط. تكون رؤية شكل الخلية و بنيتها أكثر وضوحا” مع استخدام هذه التقنية من الإضاءة (مجال السطوع). تعتبر تقنية الأطوار المتباينة أكثر ملاءمةً بالنسبة لملاحظة الكائنات الحية. العدسات تحول الاختلافات الصغيرة إلى فروقات يمكن ملاحظتها بشكل واضح. تقنية الطور (الحالة) المتباينة مفيدةٌ خاصةً عند ملاحظة البكتيريا الخيطية , و هناك جملة من الخصائص الفريدة للبكتيريا الخيطية و التي تعتبر هامة عند محاولة تحديدها.
دكتور عبد الرازق حبيبي الكريم
لقد استزد علما بعلمك خالص تحياتي اثابكم الله خيرا كثيرا
دكتور/ ياسين حسن محمد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حفظكم الله و رعاكم اخي الدكتور ياسين
شكرا على اطرائك الذي لا استحقه
مع دوام التواصل