» مياه الصرف الصحي والصناعي

الحمأة

د.م عبد الرزاق محمد سعيد التركماني

تهدف معالجة الحمأة ( الأولية والثانوية ) إلى الإقلال من حجمها وإتمام معالجة المواد العضوية المتبقية فيها وكذلك الكتلة الحيوية التي تشكل النسبة العظمى من المكونات الإجمالية للحمأة بغية تحويلها إلى عناصر خاملة ومستقرة ويختلف تركيز المواد الصلبة في الحمأة باختلاف مصدرها ، كما تختلف نسب المكونات الأخرى وتخضع الحمأة إلى مراحل مختلفة من المعالجة وليست جميع تلك المراحل ضرورية معاً وإنما تفرض الطرق المناسبة شروطاً عديدة أهمها إستخدامات الحمأة بعد المعالجة ومواصفات الطقس في الموقع .
الجدول  يوضح مواصفات الحمأة الأولية والمنشطة في محطات معالجة مياه المجاري المنزلية 
الحماة المنشطة

الحمأة الأولية

العنصـــر
( 0,5 – 1,5 ) ٪
( 2 – 7 ) ٪
تركيز المواد الصلبة الكلية ( TS ) في الحمأة .
( 75 – 90 ) ٪
( 60 – 80 ) ٪
نسبة المواد الطيارة (Vs ) إلى المواد الصلبة الكلية .
( 5 – 12 ) ٪
( 6 – 30 ) ٪
نسبة الزيوت والشحوم إلى المواد الصلبة الكلية .
( 5  – 7 ) ٪
( 1,5 – 4 ) ٪
نسبة النتروجين ( N ) إلى المواد الصلبة الكلية .
( 0,6 – 2,4 ) ٪
نسبة الفوسفور ( P ) إلى المواد الصلبة الكلية .
1-  معالجة الحمأة والتخلص منها :
محطات التنقية العاملة فى الحضر تقوم بتركيز الملوثات كمنتج ثانوى فى صورة محلول مائى يعرف بالحمأة .
هذه الحمأة عالية السيولة وحجمها كبير للغاية وذو رائحة كريهة وعلى ذلك يجب التخلص منها ، وبالنظر إلى الالتزامات والقيود البيئية فى الغالب يكون من الضرورى معالجة هذا الشكل من المخلفات لكى نقلل قدرتها على التخمر وتقليل كمية المواد المراد التخلص منها .
إن العمليات المتعلقة بخيار معالجة الحمأة والتخلص منها يعتمد على خواص الحمأة ( الطبيعة ـ السمية ـ المواد التى تحتويها وألخ …) والعامل الاقتصادى والظروف المحلية ( البيئة – المتطلبات الإدارية …) .
1-2 مواصفات الحمأة الناتجة من المناطق الحضرية :
مكونات الحمأة فى المناطق الحضرية مرتبط بنوع الملوثات الموجودة فى مياه المجارى والإجراءات المستخدمة للتعامل معها بالعلاج … والفرق يتضح بجلاء فى الآتى:
# الحمأة الابتدائية الناتجة عن الفصل الطبيعى (الفيزيقى) للمواد العالقة والمواد العضوية وغير العضوية القابلة للترسيب وهى حمأة طازجة وذات مقدرة عالية على التخمر .
# الحمأة الفزيوكيميائية وهى تنتج عن  إجراءات المعالجة الفزيوكيميائية ( إضافة عوامل مساعدة ) وهى تحتوى على المواد العالقة والمواد الغروية عضوية كانت أم غير عضوية وهى أيضاً حمأة ذات مقدرة عالية على التخمر .
# الحمأة البيولوجية وهى تنتج من تحول المواد الذائبة والغروية العضوية إلى مواد قابلة للترسيب وتعتمد على العمليات المستخدمة فى المعالجة وهى يمكن أن تكون طازجة أو ثابتة عندما تجمع الحمأة الابتدائية والبيولوجية فى نفس الوقت يكون من المألوف تسميتها الحمأة المخلوطة .

الملامح الأساسية للحمأة :

# تركيز المواد الصلبة (DS  ) ويعبر عنها  (GL) كنسبة وزنيه للمكونات الجافة ونحصل عليها بتسخين الحمأة عند (  105oC) .
# محتوى المواد الصلبة المتبخرة ((VS ويعبر عنها كنسبة مئوية وزنيه للمواد الصلبة ويمكن تحديدها بتحويلها للحالة الغازية عند  550-600 درجة مئوية وهى غالباً تمثل المحتوى العضوى (OM) ووزن المحتويات يستخدم غالباً لتقدير القيمة الزراعية للحماة  ( الآزوتى ـ الفسفور ـ البوتاسيوم ـ الكالسيوم / N.P.K .Ca ) أو لوجود المواد السامة ( المعادن الثقيلة ) .
الحمأة يمكن أن تتواجد فى حالات طبيعية مختلفة طبقاً للعمليات المختلفة لنزع المياه والاختلاف ينحصر فى :
# الحالة السائلة حيث تكون حالة الحمأة تسمح بضخها وتركيز الحمأة يكون أقل من (90 غرام/ليتر ).
# حالة الكيك أو العجين حيث يمكن للحمأة أن تبقى لفترة فى أشكال محددة ومحتوى المواد الصلبة هنا يتراوح بين (13% – 25% )وأحياناً أكثر حسب طبيعة الحمأة ، والأسلوب المستخدم حينئذ لنقل الحمأة هو السيور الناقلة أو الحلزون أو مضخات التقوية .
# الحالة الصلبة حيث الحمأة يمكن بسهولة تجريفها ( التعامل معها بالجاروف ) .

1-3 الاستخدام النهائي للحمأة :

إن الاستخدام النهائي للحمأة بوجه عام محدود بما يلي :
# الاستخدام المباشر في الزراعة .  
# الكمر للاستخدام في الزراعة .
# الرمي .   
# الحرق .
وفى هذا السياق يمكن حقن الحمأة في باطن الأرض أو رميها فى البحر ولكن هذه الحلول مستبعدة  تماماً ولذلك فإن اختيار الحل المناسب يمكن الوصول إليه بناء على خواص الحمأة  والقوانين المحلية والاعتبارات الاقتصادية ، إن اختيار طريقة التخلص عموماً تتطلب نوع مناسب من المعالجة .
   1-3-1 صحة الاستخدام المباشر للحمأة في الزراعة : 
    # تزود التربة بمخصبات إضافية مثل الآزوت والفوسفات والبوتاسيوم والكالسيوم ( N.P.K.Ca.) .
    # تزيد من قدرة الأرض على زيادة فترة احتفاظها بالمياه .
يمكن استخدام الحمأة في الزراعة لو كانت آثار العناصر ( الكادميوم ـ الكروم ـ الزئبق ـ النيكل ـ الرصاص ـ الزرنيخ ـ الزنك ) متواجدة بقدر قليل .
يجب رسم خطة قبل نشر الحمأة على التربة ، ويجب عمل دراسة زراعية كاملة مسبقاً لتحديد الأرض الزراعية وأكبر كمية من الحمأة يمكن نشرها .
هذه الخطة تحدد المحاذير المطلوب اتخاذها لحماية المجارى المائية والآبار والمواطنين وخلافة والدراسة يجب أن تأخذ فى حسابها خواص التربة ( الرقم الهيدروجيني ( pH ) ـ محتوى المعادن الثقيلة ـ ميل التربة وكذلك نوع المحاصيل ) فعلى سبيل المثال لا يمكن نشر الحمأة فوق أرض مخصصة أو سيتم تخصيصها خلال العام لزراعة المحاصيل السوق الحقلية ( Markt Garden Crops ) بينما الحمأة التى تنشر فى أرض المراعى يجب أن تكون خالية من الكائنات الحية المعدية والطفيليات ، والحمأة يمكن نشرها في الأرض الزراعية فى صور مختلفة ( سائلة ـ كيك ـ صلبة ) وذلك باستخدام المعالجة الخاصة بكل نوع ، ولكى نتجنب الرائحة الكريهة عند تخزينها أو عند نشرها على التربة فإن التوصية المؤكدة هنا أن الحمأة يجب أن تكون مستقرة Stabilized  .
1-3-2 كمر( تسميد) الحمأة (Sludge  Composting ) :
 الكمر هو تحلل جزئي للمواد العضوية بواسطة التخمر فى حالة وجود تهوية كافية ، وهو ناتج عن النشاط الميكروبي والمصحوب بإرتفاع جيد ومحبب لدرجة الحرارة وهذا يدمر الكائنات الحية المعدية ويقلل محتوى الرطوبة بالحمأة .
والكمر يفضل استخدامه للحمأة الخام (  Fresh Sludge) حيث تكون غنية بالمواد العضوية والآزوت إلا أنه يمكن استخدام الحمأة المهضومة هوائياً أو لاهوائياً ، وعموماً يستدعى الأمر إضافة مواد تحتوى على الكربون ( نشارة الخشب ـ قش الذرة ـ قطع جذوع الأشجار الجافة ) ، وذلك لتحسين التركيب
هذا التكنيـك ينتـج مكون عضـوي رطـب مطلوب للـتربة حيث يمكن تسويقه للعديد من الاستخدامات ( الحدائق ـ نمو الزهور ـ المشتل ـ نمو كرم العنب ـ الغابات ـ إعادة تشكيل التربة المتآكلة )  والعامل المقيد لهذه التقنية هو تواجد المعادن الثقيلة التي يجب أن تكون متوافقة مع الاستخدام المزمع .
إن الجانب التسويقي للمنتج النهائي يجب أن يعمل بعناية فائقة فهو الذي يحكم على جدوى النظام والدراسة يجب أن تجرى مسبقاً لتوضع في الحسبان عند عملية التسويق وكذلك الإمكانيات الحقيقية للأسواق فيما يختص بحجم الطلب والتوزيع ويجب أن يكون هناك مصدر قريب ورخيص للمواد الكربونية .
1-3-3 الرمي ( Dumping ) :
وهو يعتمد على العمليات المستخدمة وطبيعة وكمية الحمأة ، والتحكم في الرمي يستدعى دراسة خاصة للتربة لكي نتحاشى مخاطر تلوث المياه الجوفية ، وهذه الحمأة يجب أن يراعى نزع المياه منها بدرجة كافية (تحتوى الحمأة على30  % على الأقل مكون صلب ) ومن أجل الحد من مشاكل الرائحة فإن التوصية بقوة بأن تكون هذه الحمأة مستقرة كيميائيا وبيولوجياً .
1-3-4 الحرق :
إن عملية الحريق يتم فيها احتراق جميع المواد العضوية الموجودة بالحمأة وتتبقى على صورة رماد أخف ، فمن  الممكن حرق الحمأة بذاتها أو مخلوطة مع مخلفات أخرى مثل مخلفات المنازل فإذا كان سيتم حرق الحمأة بذاتها منفردة فيجب أن تنزع منها المياه ويكون تركيز المواد الصلبة 25% على الأقل .
ويجب أن يجرى عليها تجفيف أولى باستخدام الحرارة الناتجة من أفران الحريق وعندما  يتم الحرق مع مخلفات المنازل فإن الحمأة  تدخل الفرن بعد نزع بسيط للمياه (حوالى 18%جفاف) وبنسبة وزن من 15% إلى 25% من وزن المخلفات ويتحتم ضرورة معالجة الأدخنة الناتجة فى جميع الاحوال لكي نحد من حامض الهيدروكلوريك والأتربة العالقة .
1-4 عمليات معالجة الحمأة :
هناك العديد من عمليات معالجة الحمأة ويتوقف على نوع التخلص المطبق ، ومستوى المعالجة المطلوبة وطبيعة الحمأة والعوامل الاقتصادية .
إن الغرض الأول :  من معالجة الحمأة هو تقليل حجمها ، وهو يتوقف على نسبة التقليل المطلوبة ونحتاج غالباً إلى :
# التركيز .  
# نزع المياه .  
# التجفيف .
والغرض الثانى :  هو تقليل مقدرة الحمأة على التخمر أو تثبيتها وعملية التثبيت يمكن فقط إجرائها على الحمأة الخـام الـتى تحتـوى على جزء كبير من المواد التى تتحلل بيولوجيا عندما تتطلب طريقة التخلص ذلك .
2- تركـيز الحمأة :
هذه هى المرحلة الأولى من الحصول على تخفيض مناسب فى حجم الحمأة بعد المعالجة الطبيعية أو البيولوجية أو الفزيوكيميائية لمياه المجارى الآدمية والتركيز له أهمية كبيرة حيث أنه يحسن من ظروف التشغيل والأداء لعمليات الهضم اللاحقة لنفس السعة نتيجة : ـ
#  زيادة فترة المكوث للحمأة الخام فى الهاضم الهوائى أو اللاهوائى .
#  تقليل حجم مجهز الحمأة (Sludge Conditioner  ) ويزيد من خرج معدات نزع المياه الميكانيكية .
#  حالة التركيز بالترسيب يخلق حجم موازن (  Buffer Volume ) بين نظام معالجة المياه ونظــام معالجة الحمأة .

# التقنيات المختلفة المستخدمة فى تركيز الحمأة : ـ

# الترسيب الطبيعى .             # التعويم .                 # الطرد المركزى .
2-1 التركيز بالترسيب :

وصـف العملية :

بوجه عام هذا هو الشكل الأكثر استخداما للمركزات حيث تمكث الحمأة فى خزان أسطوانى ذات قطر يصل إلى 5م وهذا هو النوع الإستاتيكى وتميل قاعدته من 45ْ إلى70ْ مع المستوى الأفقى أما الخزانات الأكبر فلها قاعدة ذات ميل أكثر إعتدالاً مع الأفقى ومجهز بميكانيزم ومن ثم فله زحافة ونظام حركة بسيط حيث يكون له فائدة مزدوجة :
# يساعد الحمأة على الانزلاق تجاه الحفرة المركزية حيث يتم إزالتها منه .
# يساعد فى تحرير المياه والغازات المحمولة بالحمأة باستخدام صف من القضبان العمودية ، مثبتة فى الميكانيزم المتحرك والنظـام الميكانيكى بالكامـل له عـادة وحـدة إدارة مركزية ذات ذراع قطرى مزدوج ، ونظام قشط الحمأة يتكون من سلسلة من الكاشطات ذات الفتحات البينية لتأكيد عدم تلبك الحمأة أثناء نقلها إلى الحفرة المركزية ، إن خزان تركيز الحمأة يجب أن يكون عميقاً بدرجة تسمح للحمأة أن تصبح منضغطة تحت تأثير وزن الكتلة الصلبة أخذين فى الاعتبار السعة التخزينية ويوصى بعمق للمركزات ذات الميكانيزم يتراوح بين 3.5م إلى 4م .
إن ترسيب الحمأة الآدمية فى الحضر فى المركزات واسع الاختلاف ويعتمد بدرجة كبيرة على تركيب الحمأة وخصائصها الطبيعية والبيولوجية .
إن الاختبارات والتحاليل يجـب أن تجـرى للحصـول علـى البيانات التصميمية  الأساسية  للمركز ( الحمل النوعى كج من الـ   SS  وفرض كفاءة لمعدل الترسيب ( تركيز الحمأة المسحوبة %) .

التصميم والأداء :

 فى ضوء نتائج التشغيل التى تم الحصول عليها من عدد كبير من محطات المعالجة فإنه من الواضح أن تركيز الجازبيه (Gravity Thickening  ) للحمأة الابتدائية عملية سهلة  الاستخدام وتقدم معدل تركيز يصل إلى 7% وذلك عند حمل نوعى يتراوح بين  (80-120 KG  of  SS /M  sq. /DAY)  .
وفى حالة الحمأة الخام المخلوطة (الحمأة الابتدائية + الحمأة البيولوجية الذائدة ) فإن معدل تركيز الحمأة يصل إلى  5 % (SS) عند معدل تحميل لا يزيد عن (70 KG  of  SS/Msq /DAY ) 90% على الأقل من معدل الترسيب بوجه عام تصل إلى 24ساعة ترسيب ولا يجب أن تترك فترة أطول حتى لا يحدث تخمر للحمأة نتيجة للتغير البيولوجى الذى ينتج عنة روائح كريهة ، وهذا التغير ينتج عنة تعديل فى تركيب الحمأة ، وهذا التغيير يكون فى الغالب غير مرغوب فيه فى مراحل المعالجة التالية خاصة فى  إجراء نزع المياه الميكانيكى كما أنه قد يفشل عملية التركيز كلياً .
يمكن تجهيز الحمأة الخام  قبل ذلك ( Sludge Conditioning ) وذلك بإضافة الجير إليها بمعدل لا يقل عن 10% من  الكالسيوم هيدروكسيد Ca(OH)2   من وزن الحمأة الجافة وذلك يحسن من ترسيب الحمأة قليلاً ولكـن المـيزة الرئيسية لهـذا الجير هـو أنه يرفع مستوى الرقم الهيدروجينى pH للحمأة إلى ما بين 10-11 وهذا يجعل الحمأة مستقرة ونتجنب مشاكل التخمر .
إن تجهيز الحمأة باستخدام البوليمار له تأثير نافع ومفيد على عملية الترسيب حيث أنه يساعد على الفصل السريع بين المواد الصلبة والسوئلة وينتج ترويق جيد ولكن إنضغاط كتلة الحمأة غير كبير بوجه عام حيث إن معدل الترسيب يكون منخفض نسبياً فى حالة تركيز الحمأة الخام حيث يصل تركيز الحمأة من المواد الصلبة من 3% إلى 3.5 % بعد هضمها لاهوائياً فى المحطات المصممه لخدمة أكثر من 100.000 نسمة ولكى نصل إلى أفضل طريقة لتركيز الحمأة من الناحية الفنية والاقتصادية فإنه يتم تركيز الحمأة الابتدائية باستخدام مركزات الجاذبية ، أما الحمأة البيولوجية فيتم تركيزها باستخدام مركزات الطفو الهوائى أو الطرد المركزى كلا على حده وذلك قبل أن يتم خلطهما للحصول على أعلى تركيز بأقل تكلفة .
وحيث إنه من الصعوبة البالغة إستخدام نظام مركزات الجاذبية للحمأة الثانوية والحمأة الناتجة عن التهوية الممتدة حيـث معـدل التركـيز يتـراوح بيـن 3 _ 3.5 % عنـد حمـل نوعـى لا يزيد عن 20 كج من الـ SS  /م‌‌2 / يوم ، والمحصلة أنه يمكن ذكر مزايا مركزات الجازبية فى الآتى : ـ
ـ سهولتها وقلة الطاقة المطلوبة لتشغيلها .
ـ لا تحتاج إلى معدات معقدة .
أما العيب الرئيسى لهذه المركزات أنها تحتاج إلى مساحات وأحجام كبيرة وهذا يعنى إستثمارات إضافية والدرجة الأقل أهمية أن مركزات الجاذبية يمكن أن تتسبب فى روائح غير مرغوب فيها ويمكن التغلب على ذلك بالإضافة المسبقة للجير إلى الحمأة الخام أو بتغطية المركزات وخلق ضغط سالب فى الغرفة ومعالجة ذلك الهواء المسحوب . 
2-2 التركيز بواسطة التعويم :
تذكرة بالأساسيات :
بينما  يكون من الأفضل معاملة الحمأة المخلوطة ( سواء أكانت خام أم مهضومة ) بالترسيب فإن التعويم بصفة خاصة يناسب التركيب الخفيف للحمأة النشطة والإجراء الأكثر إستخداماً وإنتشاراً فى هذه الناحية لمعاملة الحمأة هـو التعـويـم بواسطة الهواء وهذا يشمل إنتاج فقاعات دقيقة من الهواء خلال تقنية التمدد المتكيف الضغط  Pressurisation Expansion Technique ( تمدد السائل بعـد تلامـس مسبـق بالهـواء المضغوط عند ضغط جوى يتراوح بين 3 ، 6 ضغط  جوى BAR )  وتكيف الضغط يمكن أن يكون نوعين :
ـ  مباشر      ( حيث يتم تكيف الضغط الكلى أو الجزئى للحمأة ذاتها ) .
ـ غير مباشر  ( حيث يتم تكيف الضغط للمياه ـ غالباً المياه المنقاة متبوعة بحقنها بعد التمدد للحمأة العالقة ) .
التصميم ـ الأداء :
على أساس الخبرة المكتسبة حالياً وبالنظر إلى المعالجة بالتعويم للحمأة النشطة الناتجة عن التصرفات الواردة من الحضر فإنه يمكن تحديد طرق التشغيل وأساسيات التصميم :
ـ تركيز الحمأة النشطة المغذية لوحدات التعويم يتراوح من 6 إلى 10 ج/ل من الـ SS .
ـ التحميل النوعى من 4 إلى 5 كج SS /م2 /ساعة .
ـ التحميل الهيدروليكى > 5م3/م2/ ساعة .
ـ تركيز الحمأة الطافية يصل إلى8% وأكثر .
وفى حالة المحطات الكبيرة ( التى تستقبل تصرفات أكثر من 100.000 نسمة )  فإن تركيز المزيد من الحمأة البيولوجية بالتعويم بالهواء له أهمية كبيرة فى معالجة الحمأة المخلوطة بتركيز الحمأة الابتدائية والثانوية كلا على حدة وذلك قبل خلطهما معاً ( يستخدم الترسيب مع الحمأة الابتدائية والتعويم مع الحمأة البيولوجية ) . وبذلك يكون ممكناً زيادة معدل التركيز العام للحمأة وهذا يزيد كفاءة الهاضم ومرحلة نزع المياه .

2 ـ 3 التركيز بالطرد المركزى :

إن الحمأة يمكن تركيزها بنجاح بإستخدام الطرد المركزى .ويمكن إستخدامة لتركيز كميات كبيرة من الحمأة ولكنه ليس واسع الإنتشار حتى الآن والمشكلة الرئيسية التى تواجة التشغيل هو حدوث سدد بين الحين والآخر ولكن تقنيته تبدو جيدة وهو بوجه عام مناسب لتركيز الحمأة النشطة بدون الحاجة إلى تجهيز مسبق بالبوليمر ويوجد نوعين من مركزات الطرد المركزى : ـ
ـ النوع الأفقى .
ـ النوع الرأسى .
وأجود الأنواع والتى يمكـن الحصول منها على أفضل النتائج هى النوع الأفقى ذات السحب المستمر للمياه عندما يتم تصميمه بإنـاء إسطوانى مستدق عند زاوية بسيطة ولكى نحصل على معدل سحب عالى فإنه غالبا يستلزم الأمر تجهيز الحمأة بالبوليمر ، وبوجه عام فإن التركيز بالطرد المركزى له المميزات والعيوب التالية : ـ

أولاً : ـ المزايا :

1 ـ تركيز عالى للحمأة ( خاصة الحمأة المنشطة الخفيفة ) بين 6% و10% مواد صلبة جافة ( DS ) .
2 ـ المعـدات تتطلـب مساحـات وأحجـام قليلـة ومـن ثـم يمكـن تصميـم وحـدات تركيز منضغطة (  Compact Units)  .

ثانياً : ـ العيوب :

1 ـ إن معدات التركيز الطرد المركزى فى حالات معينة تتعرض لمشاكل الإنسداد ولذلك يجب أن يكون التصميم على درجة عالية من الجودة .
2 ـ استهلاك عالى للطاقة وبالتالى تكاليف تشغيل عالية .
3 ـ الحمأة غالباً ما تحتاج إلى تجهيز مسبق ( مصافى ـ تجهيز بالبوليمر ) .
الجدول التالى يحتوى على مقارنة بين أنواع التركيز الثلاثة
مقارنـة لعمليات تركيــز الحمــأة
عنصر المقارنة
التركيز الإستاتيكى
التعويم
الطرد المركزى
ـ تركيز الحمأة المركزة(G/L)
   ـ الحمأة الابتدائية .
   ـ الحمأة البيولوجية .
80-0 12
25-  30
50- 0 8
60- 10
ـ التكاليف الإستثمارية (نسبة)
1
2.2
1.8
ـ إستهلاك الطاقة(ك.وات/ م3)
   من الحمأة .
منخفض جدا
400 وات س/م3
800 وات س/م3
ـ إستهلاك البوليمر .
—-
ممكن
2كج/طن(DS)
ـ السماح فى تغير الحمل .
متوسط
منخفض
منخفض
ـ المساحة الفعالة م3 .
كبيره جدا
كبيره نسبيا
منخفضة
ـ التشغيل :
      ـ السهولة .
      ـ التعقيد التقنى .
      ـ عدد العاملين .
سهل
بسيط
قليل جدا
سهل
معقد
قليل
سهل
بسيط
قليل
ـ القيود البيئية .
مخاطر الرائحة والناموس (مطلوب غطاء)
لا مخاطر
لا مخاطر

ويمكن إعادة إستخدام الحمأة بعد معالجتها وتحقيقها للمواصفات المنصوص عنها بالكودات العالمية و الجدول التالي يوضح أنواع معالجة الحمأة المطلوبة حسب الإستخدام 

  نـوع المعالجـة                        نـوع إسـخدام الحمأة   


معالجة بالحرارة                       إسماد للزراعات المأكولة
هضم وتجفيف وتثبيت بالكلس           للزراعات غير المأكولة
هضم وتجفيف                              إستصلاح الأراضي
هضم وتجفيف                                         للردم

وأما معدل تحميل الحمأة على الأرض حسب نوعية الإستخدام فيوضح بالجدول التالي 

الجدول التالي يوضح معدل تحميل الحمأة حسب نوعية الإستخدام

معدل التحميل طن حمأة جافة / هكتار
فترة تطبيق الحمأة
نوعيـة الإسـتخدام
12
سنوية
تسميد الأراضي الزراعية
50
مرة واحدة كل ( 3 – 5 ) سنوات
غابات
120
مرة واحدة
إستصلاح الأراضي
375
سنوية
أراضي مخصصة للردم

تعاقب القرارات لمعالجة المواد الصلبة

إن معالجة المواد الصلبة تعتبر من الأمور الهامة جداً للنظر لكون كلفتها تساوي نصف الكلفة الكلية للمحطة ككل ، والمشاكل التي تنجم عن معالجة الحمأة يمكن أن تفوق إلى حد كبير المشاكل التي تنجم عن بقية المنشآت في المحطة ، والمشكلة الرئيسية مع الحمأة هي أنك طالما جمتعها فعليك فعل شيء مامعها والخيارات المتاحة هي

الخيار الأول – هل يمكن تجنب إنتاج الحمأة
نعم يمكن ذلك بإستخدام برك التثبيت حيث تتطلب إزالة الحمأة المهضومة و المثبتة خلال فواصل زمنية طويلة .

الخيار الثاني – هل يمكن تجنب إستخدام الهاضمات :

نعم بواسطة إتباع طريقة التهوية المطولة وخنادق الأكسدة التي تنتج حمأة تخضع للهضم الهوائي مسبقاً وهذه الحمأة يمكن ترسيبها وتكثيفها ونزع المياه منها إذا كان ذلك ضرورياً من أجل التخلص النهائي منها ، وكذلك فإن خزانات أمهوف يحصل فيها هضم لاهوائي للحمأة ضمن الخزانات نفسها .

الخيار الثالث – هل سوف يستخدم غاز الميتان الناتج لتوليد الطاقة بالموقع
نعم ، لا ، وربما وذلك يعتمد على عوامل عديدة ، إن توليد الطاقة يتطلب عناية على مدار 24 ساعة للمحطة وكفاءة تكنولوجية فعّالة للمسؤولين عن الصيانة ، وعند نقص الطاقة اللازمة للمحطة يمكن توليد الطاقة عن طريق الديزل أو الإستعانة بالشبكات الكهربائية العامة القريبة من المحطة ، ومن الأمور العملية هو إرجاء تشغيل معدات التوليد حتى يتوفر القدر الكافي من الغاز .

الخيار الرابع – هل يمكن إستخدام أحواض تجفيف الحمأة :
إذا توفرت المساحات فإن أحواض التجفيف ستكون حلاً عملياً وإقتصادياً خاصة في منطقتنا وبحال تم إستخدام عمليات نزع مياه الحمأة الميكانيكية فهذا سيتطلب طاقة ومواد كيميائية مما يزيد كلفة التشغيل .


الخيار الخامس – هل يمكن إعادة الحمأة إلى التربة :
إن الحمأة لها دور بسيط كمسمد للتربة وهي على كل حال تعمل على بناء و تكييف التربة .

المراجع

– Metcalf & Eddy, Wastewater Engineering, 1991

منشورات شركة الصرف الصحى للقاهرة الكبرى إحدى شركات الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى

ملاحظة: جميع محتويات الموقع ذات حقوق محفوظة و لايسمح بإعادة النشر أو الاستخدام إلا بعد أخذ إذن مدير الموقع حصريا” تحت طائلة المسؤولية

إعداد د.م عبد الرزاق محمد سعيد التركماني