» مياه الصرف الصحي والصناعي

التلوث الناجم عن تصنيع الأسمدة الفوسفاتية‏

د.م عبد الرزاق محمد سعيد التركماني

1- مقدمة:
يتولد الصرف السائل فى مصانع الأسمدة من عدة مصادر منها تشغيل أجهزة غسل الغاز (scrubbers)، المكثفات، عمليات الفصل(الاستخلاص: stripping)، الوحدات الخدمية بالإضافة للتسرب والانسكابات وعمليات غسل المعدات والأرضيات.
تعد الامونيا والنترات والنتروجين العضوى والحمل العضوى للصرف السائل والمواد الصلبة العالقة هى أهم معايير التلوث فى الصرف السائل لصناعة الأسمدة النتروجينية. ويتولد عن صناعة الأسمدة الفوسفاتية صرفاً سائلاً ملوثاً بالفوسفات والفلوريدات والمعادن الثقيلة بالإضافة إلى الحمل العضوى للصرف السائل والمواد الصلبة العالقة. ولا يتواجد غاز الفلورين فى حالة حرة إنما يكون متحداً بعناصر أخرى. تتسبب الفلوريدات فى تسمم الإنسان والحيوان عند تركيز 1 مجم/ لتر فى مياه الشرب، كما تشير بعض البحوث إلى أن الصرف السائل من المصانع الذى يحتوى على تركيزات من الفلوريدات تصل إلى 10 مجم/لتر يتسبب فى أضرار بالغة بالمحاصيل. ومن جهة أخرى تسبب الفلوريدات أضراراً للعظام بسبب ميل آيوناتها للتفاعل مع الكالسيوم.
وعادة ما يتم  تقسيم الدراسة التي تهدف لمعرفة التلوث الناجم عن معامل الاسمدة إلى :‏
–  دراسة تراكيز الكادميوم و الفلور و هذه الملوثات أكثر خطورة في التربة و النبات و المياه في أماكن موزعة حول المعامل ‏
–  دراسة تراكيز الكادميوم والفلور في العوالق الهوائية‏ والملوثات الغازية (غاز الفلور وأكاسيد الكبريت و الأكاسيد الآزوتية ) في الهواء المحيط بأماكن موزعة حول المعامل ‏
–  دراسة الملوثات الغازية (غاز الفلور و أكاسيد الكبريت و الأكاسيد الآزوتية ) و العوالق الهوائية و الضجيج داخل أقسام المعمل‏
– اختبار نوعية المياه الجوفية و السطحية
– التأكد من نوعية المياه الناتجة عن معالجة مياه الصرف التي تنتج عن التصنيع.
2- التلوث العام الناجم عن تصنيع الأسمدة الفوسفاتية يشمل:
– العوالق الهوائية :‏
تسبب عوالق مركبات الفوسفات وغيرها من العوالق الملوثة للهواء, من خلال ملامستها للجلد و العين وتوغلها داخل الجهاز التنفسي, أمراضاً مختلفة كالتهاب القصبات والانتفاخ الرئوي والربو و زيادة أمراض العيون, وتؤثر المعلقات أيضاً على النباتات حيث تعيق عمليتي التبادل الغازي و النتح‏
– الفلور:‏
للفلور الناتج عن صناعة الفوسفات تأثير واضح في النبات الطبيعي, حيث أظهرت الدراسات في مناطق الغابات المجاورة لمصانع الأسمدة الفوسفاتية , إن أوراق الأشجار و القمم النامية تصاب بحروق, وإذا استمر التلوث بالفلور فإن الأشجار تنتهي إلى الموت ,وينتقل الفلور المتراكم في أنسجة النباتات إلى الحيوانات التي تتغذى بالنباتات ومن ثم إلى الإنسان عن طريق الحيوانات التي يتغذى بها أو بمنتجاتها‏
– مركبات الكبريت :‏
يظهر التلوث بحمض الكبريت على هيئة كبريت الهيدروجين H2S وثاني أكسيد الكبريت SO2 وثلاثي أكسيد الكبريت SO3 حيث تتفاعل مع الماء في الجو لتشكل أكاسيد الكبريتات وتعتبر هذه الملوثات المكون الرئيسي للأمطار الحامضية وتؤدي بالتالي إلى رفع درجة حموضة التربة ورذاذ حمض الكبريت يؤدي إلى السعال وأعراض مرضية في الجهاز التنفسي ,كما أن يؤثر غاز كبريت الهيدروجين H2S في الجهاز العصبي ويثبط عمليات الأكسدة في الخلايا, والتركيز المسموح به لهذا الغاز 0,15 ملغ /م3 لمدة 24 ساعة‏
– المعادن النزرة :‏
يمثل الكادميوم في الأسمدة الفوسفاتية خطراً يهدد جودة التربة و صحةالإنسان من خلال سلسلة الغذاء ويمكن خفض نسبة الكادميوم في الأسمدة باستخدام الصخور الفوسفاتية ذات محتوى منخفض من الكادميوم أو بإزالة الكادميوم إما من الصخر الفوسفاتي أومن حمض الفوسفور ويؤدي استخدام الأسمدة المتكرر إلى رفع سويات الكادميوم في التربة الزراعية‏
– النشاط الإشعاعي :‏
تعد الصناعة الفوسفاتية إحدى المصادر الهامة للتلوث بالمواد المشعة الطبيعية وتساهم هذه الصناعة في رفع مستويات النكليدات المشعة الطبيعية في البيئات المجاورة عند رمي المخلفات دون معالجة,لأن الصخور الفوسفاتية تحتوي على تراكيز عالية نسبياً من نكليدات سلسلة اليورانيوم ويؤدي طرح مادة الفوسفوجبسوم والتي تقدر كميتها الناتجة عن هذه الصناعة بنحو 20% من المادة الخام إلى نشر التلوث الإشعاعي لاحتوائها على الراديوم والبولونيوم ,ودلت الدراسات ا الحديثة على أن البولونيوم لوحظ تواجده بتراكيز مرتفعة في المياه الجوفية المجاورة لاكوام الفوسفور جبسوم كذلك غاز الرادون المنطلق من أكوام الفوسفو جبسوم من الملوثات الإشعاعية على الرغم من ضآلة نسبة ما ينبثق من ذراته الناتجة عن تفكك الراديوم….‏
إعداد :  د.م عبد الرزاق التركماني